بقلم  أ.م.د. محمد عبد الربيعي    /    قسم التربة و الموارد المائية        

      يعتبر السماد من  أهم  العوامل  الرئيسة في  زيادة  الانتاج  الزراعي  اضافة الى العوامل الاخرى مثل الري و البذور المحسنه و الوقاية و غيرها.و يقصد بالسماد كل مادة طبيعية او صناعية يمكن اضافتها الى التربة و تستطيع امداد النبات  بعنصر غذائي واحد او اكثر . بينما تهدف عملية  التسميد الى رفع  خصوبة  التربة و قدرتها الانتاجية و تصحيح التوازن  بين  كميات العناصر المختلفة في التربة. على  الرغم  من  التاثيرات الايجابية لاستعمال الاسمدة الكيميائية  في زيادة الانتاج الزراعي  فهناك  تاكيدات و تحذيرات  من  استعمال  كميات  كبيرة  منها  و لمواسم  متعاقبة  وبصورة  خاصة  الاسمدة   النتروجينية و الفوسفاتية لما  لها من تاثيرات سلبية على الصحة العامة.

أن التاثير السلبي الاول هو تراكم الاسمدة في التربة الذي نادرا ما يحدث الا في حالة الاسراف  في الاضافة لقلة الوعي البيئي و الاقتصادي لبعض المزارعين  و احتمالية انتقالها مع  مياه الري او مياه  الامطار  الى المياه الجوفية  و عند اعادة استعمال هذه المياه في الري او الشرب تنتقل العناصرالمعدنية المكونة  للسماد  الى التربة والانسان , كما اشارت البحوث العلمية الى قدرة ايون النترات  (NO3-1) عند  تراكمه في  جسم الانسان الى التسبب في سرطان المعدة.أما الاسراف في استخدام الاسمدة  الفوسفاتية  فقد  يقود الى  تثبيت كمية كبيرة منها في التربة  بشكل غير ميسر للنبات و هنا  يظهر الضرر الاقتصادي اكثر من  الضرر البيئي و الصحي.بما  ان الاسمدة الكيميائية الفوسفاتية  تصنع كلها من الصخور الفوسفاتية  فانها سوف تحمل في تركيبها الكيميائي على نسب  من العناصر  الثقيلة الداخلة  في تكوين الصخور الفوسفاتية , فقد  بين الباحث Van Kauwendergh * (1997)  تراكيز بعض  من  العناصر الثقيلة  و التي  بلغت  2  و  4  و  127  ملغم. كغم -1صخر , للصخر الفوسفاتي الاردني القريب من العراقي  لكل من الرصاص  و الكادميوم و الكروم على التوالي و 48مايكروغرام.كغم-1 لعنصر الزئبق. وسوف تكون هناك فرصة لانتقالها الى المياه  الجوفية عند اضافة الاسمدة الفوسفاتية للتربة بكميات كبيرة في العملية الزراعية.

التاثير السلبي  الثاني  المتوقع هو  انتقال العناصر الثقيلة الى الانسان من مياه الشرب في المناطق الشحيحة المياه وكذلك  من النبات و الحيوان عبر السلسلة  الغذائية  للانسان  والتي  قد تتراكم بمستويات خطرة في جسم الانسان .ان تراكم الكادميوم  على سبيل المثال قد  يقود الى الفشل  الكلوي و تراكم الزئبق قد  يسبب تلف خلايا  الدماغ  و اعتلالات  عصبية و تراكم  الزرنيخ و  الكروم  و  الرصاص و النيكل قد تسبب انواع  مختلفة من السرطانات. ان التحليل الغذائي لمعرفة تركيز المواد الخطرة  و السامة خاصة العناصر المعدنية  الثقيلة التي قد تترسب في جسم الانسان او  يشكل  تركيزها  العالي  مخاطر  سمية تعتبر من الاحتياطات الواجب اتخاذها  لمراقبة سلامة  الاغذية.

 

ان  احتمالية  ظهور التأثيرت السلبية السابقة  الذكر  يدفع الى التفكير  بوضع  مجموعة حلول  للتقليل منها وهي:-

1-    وضع توصيات سمادية تناسب مختلف المحاصيل الزراعية و تاخذ بالاعتبار نوع المحصول و نوع التربة و تحليل التربة.

2-    نشر الوع البيئي و الصحي بين المزارعين في مجال الاستخدام الامثل للسماد و زيادة كفاءة التسميد و في التنبيه الى مضار الاستخدام المفرط للاسمدة الكيميائية.

3-    وضع رقابة مشددة على الاسمدة الكيميائية المستوردة من ناحية مطابقتها للمواصفات القياسية للاسمدة.

4-    أنشاء تعاون و تنسيق بين الشركات المحلية المصنعة للاسمدة و اخصائي الاسمدة و التسميد في الجامعات و مراكز البحوث في وزارة الزراعة.

5-    الرقابة النوعية و الصحية للمحاصيل المستوردة  من ناحية خلوها من تركيز سامة او خطرة من العناصر الثقيلة  و المشعة و من بقايا المبيدات.

 

*Van Kauwenbergh, S.J. 1997. Cadmium and other minor elements in world resources of phosphate rock. Proceedings No. 400. London, The Fertilizer Society.





Comments are disabled.