مؤلف جديد عن تقنيات النانو وتطبيقاته لتدريسية من زراعة بغداد
صدر للدكتورة لميس ثامر الحديدي التدريسية في كلية علوم الهندسة الزراعية جامعة بغداد قسم علوم الأغذية مؤلفاً جديداً عن تقنية النانو وتطبيقاته حيث تضمن جزئين الأول عن (مبادئ تقنية النانو) والثاني ( عن تطبيقات في تقنية النانو ).
تناول الكتاب اهمية تقنية النانو في طليعة المجالات وكيف أصبحت الأكثر أهمية وإثارة في الزراعة ،الصناعة ,الطب ، الأحياء والهندسة ومجالات عديدة أخرى.
واوضح الكتاب المكون من جزئين نقاط من أهمها أن لتقنية النانو مستقبلاً عظيماً في جميع المجالات. ويعتمد مفهوم تقنية النانو على اعتبار أن الجسيمات التي يقل حجمها عن مائة نانومتر (النانومتر هو جزء من ألف مليون من المتر) تُعطي للمادة التي تدخل في تركيبها خصائص وسلوكيات جديدة. وهذا بسبب أن هذه الجسيمات (والتي هي أصغر من الأطوال المميَزة المصاحبة لبعض الظواهر) تُبدي مفاهيم فيزيائية وكيميائية جديدة مما يقود الى سلوك جديد يعتمد على حجم الجسيمات فقد لوحظ كمثال لذلك، أن التركيب الإلكتروني، التوصيلية، التفاعلية، درجة الانصهار والخصائص الميكانيكية للمادة تتغير كلها عندما يقل حجم الجسيمات عن قيمة حرجة من الحجم، حيث كلما اقترب حجم المادة من الأبعاد الذرية كلما خضعت المادة لقوانين ميكانيكا الكم بدلاً من قوانين الفيزياء التقليدية، وإن اعتماد سلوك المادة على حجمها يمكننا من التحكم بهندسة خواصها وبناءاً عليه فقد استنتج الباحثون أن لهذا المفهوم آثاراً تقنية عظيمة تشمل مجالات تقنية واسعة ومتنوعة تشمل اختزال زمن توصيل الدواء النانوي الى الجهاز الدوري البشري وغيرها.
وعلى الرغم من أن تقنية النانو حديثة نسبياً، فإن وجود أجهزة تعمل بهذا المفهوم وتراكيب ذات أبعاد نانوية ليس بالأمر الجديد والواقع أن وجودها يعود الى عمر الأرض وبدء الحياة فيها حيث من المعروف أن الأنظمة البيولوجية في الجسم الحي تقوم بتصنيع بعض الاجهزة الصغيرة جداً والتي تصل الى حدود مقياس النانو فالخلايا الحية تعد مثالاً مهماً لتقنية النانو الطبيعية حيث تُعد الخلية مستودعاً لعدد كبير من الآلات البيولوجية بحجم النانو والإنزيمات هي بنفسها تعد آلة نانوية تقوم بفصل الجزيئات أو جمعها حسب حاجة الخلية، وبالتالي فيمكن للآلات النانوية المصنعة أن تتفاعل معها وتؤدي الهدف المنشود مثل تحليل محتويات الخلية وإيصال الدواء إليها أو إبادتها عندما تصبح مؤذية.
لقد حظيت تقنية النانو في الوقت الحاضر بالاهتمام الكبير نظراً لما أبدته من تطبيقات واعدة وكثيرة شملت جميع المجالات هذا كله ُجعل تقنية النانو تقنية استراتيجية لذلك تم توفير العديد من الأجهزة المتخصصة لتشخيصها وتوصيفها .
وعلى الرغم من جميع ما ذُكِر فإن هنالك العديد من الصعوبات التي تحتاج للمزيد من البحث، من أهمها إمكانية الوصول إلى طرق رخيصة وعملية لتحضير مواد نانوية مختلفة لاستخدامها في التطبيقات المختلفة والتوافق البايولوجي ومخاطره والتطبيقات في مجال الزراعة وعلوم الاغذية والطبية وهذا ما تم تفصيله بالجزء الاول من كتاب مبادئ النانو والجزء الثاني تطبيقات في النانو.
بالتوفيق للدكتورة لميس الحديدي لجهودها القيمة والمتميزة لخدمة العلم.