محاضرة القيت في كلية الزراعة – جامعة القادسية في كانون الاول/2012 من قبل الاستاذ الدكتور نور الدين شوقي علي  والاستاذ المساعد الدكتور حمد محمد صالح التدريسيين في قسم علوم التربة والموارد المائية / كلية الزراعة – جامعة بغداد وعلى قاعة الندوات في الكلية و بحضور السيد عميد كلية الزراعة الاستاذ الدكتور مجيد كاظم الحمزاوي وعدد من تدريسيي ومنتسبي الكلية .

إن التحدي الذي يواجه المستثمرين في المجال الزراعي والمزارعين هو التشخيص السليم لكل العوامل المحددة للإنتاج  والتقليل منها من خلال الإدارة السليمة وتبني التقانات الحديثة بما يضمن زيادة الغلة في وحدة المساحة واإستدامة التربة والمحافظة على بيئة آمنة وسليمة .ومن الأمور المهمة في هذا المجال هو توفير العناصر المغذية الضرورية  للنبات بكميات وفي أوقات مناسبة كي لاتكون محددة للإنتاج .

وبسبب هذا الدور الحيوي للتسميد ازداد استعمال الاسمدة الكيميائية لاسيما في الزراعة المروية دون النظر الى أية اعتبارات أخرى لأن الاستخدام غير العقلاني للسماد يكون غير اقتصادي ويؤثر بشكل سلبي في البيئة.  ولذلك التحدي الأعظم ليس ببساطة تحريم استخدام الاسمدة والمواد الكيميائية في الزراعة ولكن التحدي هنا هو تحسين الممارسات الزراعية ولاسيما التسميد المتوازن والصحيح بيئياَ وبذلك نضمن منتجات عالية الإنتاجية والنوعية وتقليل التأثير السلبي على البيئة. وتختلف العناصر المغذية في جاهزيتها وتوزيعها في مقد التربة اعتماداً على نوع السماد المستعمل وكميته وطريقة إضافته.

          تلعب الاسمدة المعدنية دورا رئيسا في زيادة إنتاج المحاصيل بشرط إن يكون هنالك توازن في اضافة الاسمدة، اذ إن الاضافات غير الكافية تؤدي الى تأخر النضج وكذلك التأثير في نوعية المحاصيل Anon) ،2004) والكميات الزائدة وغير المتوازنة يمكن إن تؤثر سلبا في الحاصل ونوعيته.  لقد اوضحت كثير من الدراسات إن التسميد كان ولايزال احد الاسباب الرئيسة لزيادة الانتاج لمختلف المحاصيل لمواجهة متطلبات الحياة، وان اكثر من 50 % من الزيادة وتحسين إنتاجية المحاصيل الزراعية يعزى الى استعمال الاسمدة المعدنية. ولكون استعمال الجرعات العالية من الاسمدة المعدنية المضافة الى التربة أدى الى ظهور تأثيرات ضارة في البيئة مثل تلوث التربة الزراعية وتدهورها والاضرار الصحية التي تلحق بالانسان (قنديل،2009 ولوجود انواع من الاسمدة الذي يوفر كل واحد منها مغذيا ً او اكثر من المغذيات الضرورية للنبات توجب اختيار نوع السماد المناسب المرتبط بنوع التربة ونوع المحصول وفي الوقت نفسه اختيار اسلوب التسميد ومواعيد الاضافة التي يكون لها تاثير مهم في استفادة النبات من السماد، وتقليل المخاطر البيئية. ولذا فأن اضافة كميات مناسبة من السماد العضوي وتلقيح البذور بالاسمدة الحيوية ربما يكون اداة ناجحة لتحسين الظروف الفيزيائية والكيميائية والحيوية للتربة كما إنها تقلل من استعمال الاسمدة المعدنية. واكد Makinde واخرون(2010) إنه يمكن الحصول على إنتاج اعلى عند تطبيق التسميد المتوازن من الاسمدة المعدنية N وP و K وتكاملها مع الاسمدة العضوية والحيوية .وهذا ماتوصل اليه الجوذري)2011)  والخليل (2011) مع محصول البطاطا والطماطة وتحت نظم ري مختلفة.

       بشكل عام فان كل سماد سواء كان حيويا او عضويا او كيميائيا يمتاز بميزات نسبية معينة في بعض الجوانب وقصور نسبي في جوانب اخرى والاعتماد كليا على احد المصادر قد لايفي بالانتاج الكمي المطلوب او النوعي المرغوب مما يفرض ضرورة التكامل فيما بينهما لإنتاج محاصيل غذائية بمستويات إنتاجية عالية ونوعية جيدة وبيئة نظيفة.

        نتيجةً للمشاكل البيئية التي تترافق مع  الزراعة التقليدية التي تستعمل الاسمدة الكيميائية المصنعة والمبيدات ومواد المكافحة الكيميائية المختلفة  لاسيما لما له علاقة بارتفاع تراكيز النترات في المياه السطحية او المياه الأرضية ومن ثم التأثير في صحة الانسان والحيوان ، هذا فضلاً عن المشاكل الصحية التي سيتعرض لها الانسان اذا دخلت هذه الملوثات  وهنا النترات في السلسلة الغذائيــة كان هناك اتجاه في العقود الاخيرة حول تشجيع التسميد العضوي والزراعة العضوية ، اذ ان الزراعة العضوية تشجَّع كونها صديقة للبيئة ونظام زراعي اكثر استدامة .

       إن نظام إدارة الزراعة العضوية يعطي اهتمام وأولوية للجوانب الصحية والأنتاجية على حدِ سواء وهذا النظام  تستعمل فيه وسائل ادارية مختلفة كالدورات الزراعية وترك النباتات على سطح التربة  وإضافة المخلفات النباتية والحيوانية المختلفة وتجنب الاسمدة المصنعة والتجارية وتجنب المبيدات الحشرية ومبيدات الادغال مما سيؤدي حتماً الى تحسين نوعية التربة وتحسين قابلية المحصول على تحمل الإجهادات الحيوية وغير الحيوية  ويحسن من نوعية المياه ويقلل من المخاطر الصحية التي تترافق مع المواد الكيميائية الزراعية بشكلٍ عام. وإن الحقول المسمدة بالتسميد العضوي ستمتلك محتوى مادة عضوية اعلى وطاقة لمعدنة النتروجين اعلى وكتلة احيائية اعلى بالقياس الى الحقول المسمدة بألأسمدة الكيميائية. ان تحرر المغذيات النباتية ولاسيما النتروجين سيكون بشكل بطئ مع الزمن عند التسميد العضوي وهذا سيعطي فرصة افضل للإمتصاص من قبل احياء التربة والنبات ويقلل الفقدان للنتروجين تحت منطقة الجذور (الغسل)  ومن ثم تقليل كمية النتروجين (النترات ) الذاهبة الى المياه الجوفية .   و المفتاح الاهم للحصول على انتاج عالي مع حد ادنى من تدهور نوعية المياه هو الحصول على نتروجين جاهز في المنطقة الجذرية بالكمية المطلوبة والتوقيت الصحيح مع متطلبات النبات . وهذا من المواضيع المهة جداً والتي ستقلل الجدل القائم بين التسميد العضوي والكيميائي وهو ان تكون الإضافة حسب متطلبات المحصول ومن ثم يقلل الفقد .


Comments are disabled.